في بلاد خراسان كان هناك مولى أسود له تقوى وصلاح وعلم، فمال الناس إليه، خرج يومًا من بيته يقصد المسجد، فاتبعه خلق يسألونه ويُسلّمون عليه، فلقيه رجل من الأشراف سكران، وكان الناس يطردون الشريف ويبعدونه عن طريقه، فغلبهم وتعلق بأطراف الشيخ الصالح وقال له: يا أسود الحوافر والشوافر، يا كافر ابن كافر، أنا ابن رسول الله، أُذَلّ وتُجَلّ! وأُذَمّ وتُكْرَم! وأُهَان وتُعَان! فَهَمّ الناس بضربه، فقال الشيخ: لا. هذا محتمل منه لجده علي رضي الله عنه، ولكن يا أيها الشريف بيَّضتُ باطني وسوَّدتَ باطنك، فيرى الناس بياض قلبي فوق سواد وجهي، وأخذتُ أنا سيرة أبيك وأخذتَ أنت سيرة أبي، فرآني الخلق في صورة أبيك الصالح، ورأوك في صورة أبي الكافر، فظنوني ابن أبيك، وظنوك ابن أبي، فعملوا معك ما يُعمل مع أبي، وعملوا معي ما يُعمل مع أبيك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق