الثلاثاء، 5 مايو 2015

الحرية الشخصية

الحرية الشخصية

كرم الله تعالى الإنسان عن سائر المخلوقات كما جاء في القرآن الكريم (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) صدق الله العظيم

وهب الله تعالى الإنسان كيانا مستقلا وشخصية لها رأيها وأسلوبها وحكمتها وترك له تعالى حرية التصرف بما وهبه إياه داخل حدود شرعها له·
الحرية قيمة من القيم الإنسانية التي وهبنا إياها الخالق والتي تعاني في وقتنا الراهن من الكثير من المغالطات والانتقادات والمفاهيم المغلوطة، فمفهوم الحرية يختلف عند الغرب عن مفهومنا الإسلامي·
في الغرب يعرفها أحد علمائهم الفيلسوف الفرنسي دنوفيه بقوله: >نحن نشعر جميعا بأن حريتنا تنحصر في تحقيقنا لأفعالنا دون الخضوع لشروط أو ظروف خارجية< أي أن نفعل كل ما نشاء دون خوف من الله ودون رقيب أو حسيب· فهذه ليست حرية بل عبودية للشهوات·
وفي تعريف للشيخ أبو زهرة عن الإنسان الحر يقول فيه >إن الحر حقا هو الشخص الذي تتجلى فيه المعاني الإنسانية العالية، الذي يعلو بنفسه عن سفاسف الأمور ويتجه إلى معاليها، يضبط نفسه فلا تنطلق أهواؤه ولا يكون عبدا لشهوة معينة بل يكون سيد نفسه، فالحر يبتدئ السيادة على نفسه ومتى ساد على نفسه وانضبطت أهواؤه وأحاسيسه يكون حرا بلا ريب
الإسلام كفل للمسلمين الحرية وقيدها بقيود، منها: عدم المساس بالأخلاق العامة، وعدم تشكيك الناس في معتقداتهم ونشر الإلحاد والفتنة بين الناس، ولكن للأسف نحن من أسأنا فهم الحرية واستخدامها، فمثل تلك الأفعال التي ذكرتها تنافي أخلاق المسلم وليست من الحرية في شيء·
يا من يدعي أن كلمة أنا حر تعني رفع صوت المتحدث وقهقهته بشكل لافت في الأماكن العامة أو رفع صوت المسجل في سيارته داخل الأحياء أو التعبير بفرحته بإزعاج الآخرين أو التدخين في الأماكن الممنوعة، فهو بذلك ليس حرا أبدا إنما هي العبودية فبذلك يصبح الإنسان عبدا لشهواته ونزواته·
معنى أنا حر أن يكون الإنسان ذا رأي وكلمة مسموعة ولا يكون عضوا شاذا في مجتمع الأنا، فالحرية هي التحرر من العبودية التي تتجلى معالمها في أخطائنا ونزواتنا وشهواتنا وخروجنا عن المألوف والمشروع·
هل نحن في عصرنا الحاضر طبقنا مفهوم الحرية كما أراد الشرع؟
هل نحن في مجتمعنا نساهم في تحقيق ذلك؟
يجب أن نتذكر أن حريتنا تنتهي حين يبدأ الضرر بالآخرين


 
مشاركة : أريج العمودي ـ نوره العنزي ـ ريناد الكاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق