الاثنين، 4 مايو 2015

إدارة الوقت


ديننا الإسلامي الحنيف جاء داعيا إلى كل خصال الخير و منها الحث على الأمل و الجدية و استثمار الوقت فالمُطَلع في كتاب الله العظيم يجد أن المولى تعالى أقسم بالوقت في فواتح عدد من سور القرآن الكريم و من ذلك (و الفجر و ليال عشر) و يدل قسم الله بالمخلوق على عظم شأن المقسم عليه.
قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا و لا عمل الآخرة "
أهمية إدارة الوقت

أهم شيء في إدارة الوقت بشكل صحيح أن:
1. تحدد الهدف منذ اللحظة الأولى
2. تفكر بالنتائج الرائعة التي ستكسبها فيما لو فكرت بشكل صحيح في إدارة وقتك واستثماره بالشكل الأمثل.
3. إنجاز الكثير من الأعمال في زمن قصير.
4. حل العديد من المشاكل بجهد أقل.
5. الإستقرار الإجتماعي و النفسي.
6. المزيد من الاستقرار العاطفي.
7. الشعور بالسعادة و القوة و التفاؤل.
8. التخلص من التراكمات السلبية التي تنهك طاقات الإنسان .
9. التخلص من الحزن و القلق و بدأ حياة جديدة، لن تستطيع الكلمات وصفها، و لكن بمجرد أن تعيش هذه التجربة ستدرك روعة تنظيم الوقت وإدارته.
 فإما أن تتعلم كيف تدير وقتك و حياتك، و إلا ستكون حياتك أشبه بسفينة تتقاذفها الأمواج، لا تدري أين تذهب و كيف تتجه و لأي هدف تسير. فالحياة تشبه رحلة قصيرة في سفينة، الأخطار تحيط بك من كل جانب، و في أي لحظة يمكن أن تلقى مصيرك، و بالتالي كلما كانت خطتك مرسومة بشكل متقن، كلما حققت الوصول إلى الشاطئ بأمان.
ادارة الوقت والسعادة
تقول الدراسات الحديثة: أن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة و نافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة، فالسعادة مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال نافعة. ابدأ بحفظ القرآن الكريم، عندها تبدأ رحلة السعادة مع كتاب الله تعالى. فالقرآن يعلمك كيف تستثمر وقتك بالكامل، فكل لحظة هناك عبادة أو ذكر أو صلة رحم أو عمل نافع أو علم نافع. فإذا أردتَ أن تحصل على السعادة فتعلم كيف تستثمر وقتك، و لا تترك حياتك و وقتك تبعاً للظروف المحيطة مثل قارب تتقاذفه الأمواج دون توجيه، فإن النتيجة ستكون الغرق.

إدارة الوقت تساوي الرضا و النجاح


معظم الناس غير راضين عن حياتهم و واقعهم بسبب عدم معرفتهم لأهمية الوقت، و هذا ما يسبب لهم الكثير من الاضطرابات النفسية، فعلماء النفس يؤكدون على أن معظم الأمراض النفسية تنشأ نتيجة عدم الرضا عن الواقع. هذه المسألة تسبب مشاكل نفسية و آلام لا تقل عن الآلام العضوية. تأمل آيات القرآن و تدبّر معانيها يجعلك تدرك أن كل شيء في هذا الكون بيد الله تعالى، و لا يتم أمر إلا بإذنه، و لا يحدث معك شيء إلا بتقدير و علم و حكمة منه عز وجل. هذا يجعلك ترضى عن كل ما يحدث معك، و يجعلك تشعر بمراقبة الله لك و علمه بما يحدث معك.
كثير من الأطباء النفسيين لا يفعلون أي شيء لمرضاهم أكثر من الاستماع إلى همومهم و مشاكلهم، و هذا بحد ذاته علاج للمريض النفسي. عندما تعلم بأن الله تعالى يرى و يسمع و يعرف كل ما يحدث معك، فإنك ستشعر بالرضا عن الواقع الذي تعيشه لأنه مقدر عليك.
بالنتيجة فإن استثمار الوقت في ذكر الله تعالى يمنحك الرضا عن واقعك، و هذا يشعرك بالسعادة و يزيد من طاقتك في إنجاز أعمالك أو دراستك، بالتالي تكون قد خطوت خطوة على طريق النجاح. إذاً إدارةالوقت الناجحة تعني النجاح في الدراسة و العمل.

الوقت الفعال

يعتمد تنظيم الوقت قبل كل شيء على الزمن المتوافر لديك كل يوم، فاليوم 24 ساعة، هناك وقت للنوم بحدود 6 ساعات (يفضل أن تكون على مرحلتين: 4 ساعات في الليل و ساعتين في النهار)، إذاً يتبقى لدينا 24 – 6 = 18 ساعة، هذه المدة يجب أن ننقص منها ما يقوم به الإنسان من قضاء لحاجته و طعام و شراب و اغتسال و هذه المدة تحتاج لساعتين وسطياً، يبقى لدينا 18 – 2 = 16 ساعة، لكن هناك أشياء أخرى يجب أن نفعلها كمسلمين، و على رأسها الصلاة، هذا الوقت مقدَّس، و يجب أن يكون على رأس اهتماماتنا، نحتاج لأداء الصلوات الخمس مدة ساعة على الأقل، ويبقى لدينا 16 – 1 = 15 ساعة. هناك فترة عمل يلتزم بها معظم الناس (من أجل لقمة العيش) مثل وظيفة أو عمل حر أو تجارةأو دراسة في مدرسة أو جامعة.. إلخ، هذه المدة تكون بحدود 8 ساعات يومياً، ويبقى لدينا وقت الفراغ الفعال: 15 – 8 = 7 ساعات! تصوروا أن معظم الوقت استنفذ على حاجات الإنسان الضرورية، ولم يتبق إلا 7 ساعات يمكن أن يستغلها في أشياء أخرى. لكن معظمنا لا يستفيد من هذه الساعات السبع. إن هذه الفترة كافية لتقوم بأشياء كثيرة، على رأسها حفظ القرآن، لكن معظم الناس لا يجدون وقتاً للقيام بمثل هذا العمل، مع العلم أنه أهم عمل في حياة المؤمن، لأنه سيغير الكثير. من خلال الطريقة الإبداعية سوف نرى بأن الإنسان يمكن أن يستغل الـ 24 ساعة ويستثمرها بشكل فعال، حتى وقت نومه.

ادارة الوقت أثناءالنوم

من الأشياء العجيبة أن الدماغ أثناء النوم يبقى في حالة نشاط و عملو استرجاع للذكريات و إجراء تنظيم لها، بل إن النوم يزيد من قدرة الإنسان على الإبداع، لذلك يجب استغلال هذه الفترة بالإستماع إلى القرآن الكريم و التعلم. موضوع التعلم أثناء النوم يشغل بال العلماء اليوم، حيث يحاولون رصد العملياتالتي تتم في دماغ النائم، و مدى تأثره بالكلمات التي يستمع إليها و هو نائم، و ذلك من خلال جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI .
نصائح

1. انظر إلى الوقت على أنه كنز ثمين بين يديك أعطاك الله هذا الكنز فهل تبدّده من دون مقابل.
2. انس أي مشكلة تصادفك و لا تعطها أكثر من دقيقة أو دقيقتين من تفكيرك، بعد ذلك انتقل للتفكير في قضية أخرى.
3. قبل النوم حاول أن تفكر ماذا يجب أن تنجز في اليوم التالي، و بعد الإستيقاظ حاول أن تفكر فيما ستحققه في يومك هذا.
4. أكثر من الدعاء و من الاستغفار و تلاوة القرآن. فهذه الأشياء تجعلك أكثر اطمئناناً و تساهم في استقرار عمل القلب و الدماغ، مما يساعدك على الإبداع و التفكير بطريقة أفضل.
5. تفكر في مخلوقات الله، فالتأمل يساعد على الإبداع و على اتخاذ القرار الصحيح. بالتالي سيوفر عليك الوقت الذي ستضيعه مع القرارات الخاطئة.
6. لا تغرك الدنيا و زينتها ، خير مثال قارون الذي امتلك من الكنوز ما يعجز عن حمل مفاتحه الأقوياء. و لكنه بسبب غروره خسف الله به الأرض، فماذا استفاد من علمه و ماله؟
7. لا تشعر بالفشل، فهذا الشعور عدو الوقت. بل حاول المرة تلوَ الأخرى و سوف تنجح و لك أجر المحاولة.
وفي الختام أحببت ان اضع بين ايديكم فيديو قصير للدكتور طارق السويدان وادارة الوقت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق