قصة أول مضاد حيوي
بدأت قصة اكتشاف المضادات الحيوية أثر سلسلة من التجارب قام بهاطبيب إنجليزي يدعى الكسندر فلمنج، حيث لاحظ عام 1929م وجود عفن أخضر ينمو في أحدصحائف مزرعة الجراثيم، كما لفت نظره أن المستعمرات الجرثومية الملاصقة للعفن قدتوقف نموها واندثرت، فأخذ يبحث عن تفسير لتلك الملاحظات حتى تأكد أخيراً أن هذاالعفن يفرز مادة تبيد الجراثيم، بعدها اتجهت محاولاته إلى فصل تلك المادة وفعلاًاستطاع الحصول على المادة وأطلق عليها اسم البنسلين نسبة إلى نوع العفن الذي يفرزهاالمسمى البنسيليوم. إلا أن فليمنج لم يكن كيميائياً فلم يستطع استخلاص البنسلين بشكل نقي ولم تستفد البشرية من البنسلين إلا بعد 11 عاماً أي عام 1940م حينما تمكنالدكتور (فلوري) وزميله (شن) بعد تجارب عديدة من استخلاص البنسلين نقياً وتم تجربتهعلى حيوانات التجارب لاختبار مفعوله. أما أول اختبارللبنسلين على الإنسان فكان عام 1941م حينما حقن شرطي كان مصاباً بالالتهاب وفي حالةاحتضار، فتحسنت حالته. بعدها أخذت صناعة البنسيلين تنتشر على نطاق واسع مما أدى إلىإنقاذ حياة مئات الآلاف من الجرحى خلال الحرب العالمية الثانية. وبدأت المضاداتالحيوية الأخرى بالظهور تباعاًً.كيف نفرق بين البكتيرياوالفيروس:يوجد في الجسم جهاز مناعي لمحاربة الأجسامالغريبة ومنها البكتيريا، وفي حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على كسب المعركة تقوم المضادات الحيوية بمساعدة الجسم بالقضاء على هذا العدو الخارجي دون المساس بخلاياالجسم.ولكي نوضح عمل المضادات الحيوية ضد البكتيريا يجدر بنا أن نفرق بين البكتيريا والفيروسات إذ يخلط بينهما كثير من الناس.فالبكتيريا كائنات وحيدة الخلية تتألف من كافة مكونات الخلية الحية،وهي لاترى بالعين المجردة، ولكن يمكن رؤيتها بواسطة المجهر المركب، وهي ذات أشكال مختلفة، فمنها العصوية والكروية والحلزونية، وهي تستطيع التكاثر خارج جسم الكائنالحي أو في وسط اصطناعي يحتوي على مواد غذائية مهمة لنمو البكتيريا. وتنتشر في كلمكان في حياتنا، بعضها مضر وبعضها غير مضر، ويوجد في الجسم أنواع من البكتيرياالنافعة وخصوصاً في الأمعاء ويمكن القضاء على المضر منها بواسطة المضادات الحيوية،وغالباً لايوجد لها تطعيم وقائي.أما الفيروسات فهيكائنات صغيرة جداً لاترى إلا بالمجهر الإلكتروني، وهي ذات شكل عصوي أو كروي، تتركب من جدار بروتيني بداخله الحمض النووي RNA وDNA دون أن يكون لها أي أعضاء أخرى، لذالا تستطيع التكاثر إلا داخل جسم الكائن الحي لكي تستعمل أعضاءه في التكاثر والنمو،ولايمكن أن تعيش في وسط اصطناعي كما في البكتيريا. والفيروسات لاتتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن يمكن القضاء على بعض أنواعها باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات (Antivirus) وذلك في نطاق ضيق جداً وتحت إشراف طبيب متخصص نظراً لآثارها الجانبيةالخطيرة على الجسم. أما معظم الالتهابات الناتجة من الفيروسات مثل الزكاموالأنفلونزا والتهاب الحلق والقيء والإسهال وغيرها فللجسم القدرة على التخلص منهافي غضون أيام عن طريق نظام المناعة. وبعض الفيروسات لها تطعيم وقائي.تحصل العدوى من الكائن الحي الذي له القدرة على إيذاء الإنسان عنطريق وصوله إلى مكان مناسب في الجسم يتكاثر فيه وينمو، وينتج عنه مواد سامة تؤثرعلى جسم الإنسان، وذلك عند ضعف قدرة الجسم على التغلب على العدوى، وتظهر هذهالتأثيرات في شكل أعراض مرضية تختلف حسب نوع الجرثوم المسبب للمرض.
نوره سالم بامؤمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق