أثر الصحبة الصالحة في حياة الفرد المسلم
سأتكلم اليوم عن موضوع أصبح ذا أهمية كبرى في العصر الحالي ألا وهو أثر الصحبة الصالحة فى حياة الإنسان المسلم الذي يخاف على دينه بين هموم الحياة وكثرة المغريات فيها يبحث كل منا عن صديق يتقاسم معه همومه وأحزانه ويساعده على أمر دينه ودنياه ينبهه إذا أخطأ ينصحه إذا احتاج إلى النصح يتقاسم معه فرحه وهمه وعلى الفرد أن يختار الصحبة
بعناية لكي تكون عوناً له لا عليه تساعده على الخير لكى لا يأتي يوم القيامة تتحول فيه
الصداقة إلى عداوة إلا الصحبة الصادقة تظل كما هي مثل ما قال الله تعالى
{الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّإِلاَّالْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]نزلت هذه الآيه الكريمه في أمية بن خلف الجمحي، وعقبة بن أبي مُعَيْط، وذلكأن عقبة كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش: قد صبأ عقبة بن أبي معيط،فقال لهأمية: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تتفل في وجهه، ففعل عقبةذلك،فنذر النبي
صلى الله عليه وسلمقتله، فقتله يوم بدر صبرا، وقتل أمية في المعركة. وقال ابن عباس فيتفسيرها { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ} يريد يوم القيامة.
{ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} أي أعداء، يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً.
{ إِلاَّالْمُتَّقِينَ} فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة، نرجوا من الله أن نكون منهم. وذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال: كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك،وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر. ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي،واهده كما هديتني، وأكرمه كماأكرمتني. فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما،فيقول الله تعالى ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )،فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك،فيقول الله تعالى ( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )، قال: ويموت أحدالكافرين فيقول: يا رب، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشروينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهده بعدي، وأنت ضلهكما أضللتني، وأن تهينه كماأهنتني؛ فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما ( لِيُثْنِ كل واحدمنكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصيةرسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب؛ فيقول الله تعالى ( بئس الصاحب والأخوالخليل كنت ).
كيف يختار الصديق صديقه؟
؟وما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بهاالصديق؟
وما فوائد الصحبة الصالحة؟
يجب على ا لصديق أن يختار صديقة بعناية يختار الصديق صاحب الدين والأمانة والأخلاق العالية يجب أن يكون الصاحب وفي لصاحبه مخلصاً له وفالصاحب ساحب بحيث قيل قل
لي من صديقك أقول لك من أنت فالصديق مرآة لصديقه
فوائد الصحبة الصالحة أكبر من أن تُعد
ومن ذلك
ما رواه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْتَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةًوَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًاخَبِيثَةً"
شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق الصالح كحامل المسك يصيبك بريحه الطيبة لما يحمله من أخلاق فاضلة يأمرك بالمعروف وينهاك عن المنكر يأخذ ك إلى المحاضرات الدينية وإلى مراكز تحفيظ القرآن ينصحك إذا وقعت في الخطأ ويحثني على مراقبة الله في السر والعلن
بينما رفيق السوء
لا يأمرك الا بالمنكر
ولاينهاك الا عن معروفو يأمرك بالجهر بالمعصية والفواح ويضعف عندك مراقب الله لك وإنه يعلم ما توسوس به نفسك وهو أقرب إليك من حبل الوريد
والرفيق الصالح تمتد بركة رفقته لك بعد موتك
فتجده عند قبرك يبكي على فراقك
ويدعوالله لك بالثبات والعفووالمغفرة
أماالأخر فلا يعرف الدعاء
وإن دعاهل يقبل الله منه وهو على ما فيه من معاصي وموبقات؟؟؟
بل ويمتد أثر تلك الصحبة الى يوم القيامة
فاذا بالمتحابين في الله .. آمنين فيظله
كما روىمسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَين ا لْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَاظِلَّ إِلَّاظِلِّي"
وسيتبرأ الرفقاء من بعضهم البعض .. إلا ما كان على تقوى الله .. كما قال تعالى:
((الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)) [الزخرف: 67]
لذلك حذرالإسلام المسلمين من سوء اختيار الصحبة و بالذات رفقاء السوء، الذينيجاهرونبالمعاصي ويباشرون الفواحشدون أي وازع ديني و لا أخلاقي لما في
صحبتهم من الداء،وما في مجالستهم من الوباء، وحث المسلم على اختيار الصحبة
الصالحة و الارتباط بأصدقاء الخيرالذين إذا نسيت ذكروك، وإذا ذكرت أعانوك.
ألافلينظر كلٌ منا فيرفقته
وليسأل نفسه:
هل هي رفقة خير أم سوء